ليبيون يقدمون المساعدة  للعمالة الأجنبية في ظل أزمة كورون

إعداد /  فيحاء العاقب

القت  جائحة وباء كورونا بظلالها الإقتصادية على العالم بأثره، حيث تأرجح الدخل العام بشكل ملحوظ، على عدد كبير جدا من العمالة في مختلف المهن، وخاصة التي تعتمد على قوت اليوم باليوم. ناهيك عن قاطني ليبيا هذا البلد الذي يمر بظروف خاصة، جراء الحرب التي اندلعت بإبريل الماضي، مما زادت الطين بله في جل جوانب الحياة.

مع تفاقم وضع الوباء، ودخول البلاد في فترات حظر، انتبه العديد من الخيرين الليبيين إلى فئة العمالة الاجنبية. فبدأت المحاولات بكيفية مد يد العون كل بطريقته التي إختارها.

قرر “سعد” البالغ من العمر “35 عاما”  ويعمل في مجال المقاولات أن يساعد العمال الذين يعرفهم، بعد أن توقف العمل في فترة الحظر التي أمتدت لـ24 ساعة، بعد أن تنبه لعدم وجود دخل يعولهم وأسرهم.

يقول “سعد” الذي اخترنا له هذا الإسم حتى لا يكشف عن هويته، أن “أحد العمال وهو سوري الجنسية ويعول أسرة مكونة من 4 أطفال ووالدتهم، هاتفه في اليوم الثالث من الحظر يسأل عن الموعد المحتمل لعودت الحياة بشكلها الطبيعي، بسبب إعتماده على اليومية في الدخل”.

 

قال :” بعد أن مكثت مع نفسي قليلا افكر كيف يمكنني أن ساهم بشكل فعال اكثر في مد يد العون فقد فكرت بإنشاء صفحة على الفيس بوك لمناشدة كافة الخييرين لمد يدي العون ومساندتنا لمساندت العمالة الأجنبية في ظل هذه الظروف .” 

 

على خلفية ذلك، زار سعد عدد من بيوت العمال الذين يتعامل معهم وعددهم 5 أسر، ووفر لهم المواد الغذائية الأساسية ومبلغ 200 دينار لكل أسرة.

لكن مع طول فترة الحظر، صار الأمر صعب على شخص واحد أن يقوم بذلك، فناشد عبر صفحته على الفيس بوك الجمعيات الخيرية وفاعلي الخير، ثم أنشأ صفحة عامة، جمعت عدد لا بأس به من المتابعين.

وعملوا جميعا على توفير مواد غذائية ووجبات إلى جانب مبالغ مالية، وتقديمها للعديد من العمالة الأجنبية ضمن المنطقة الجغرافية القريبة من سكنه في طرابلس.

واشار سعد إلى أن هناك الكثير من المجموعات التي عملت على مساعدة العمالة الأجنبية، بشكل مباشر وغير مباشر، فلم تكن فكرته الأولى من نوعها.

 

وقال: “معاناة العمالة كبيرة بسبب الإيجارات المرتفعة، إلى جانب عدم وجود مدخرات تعينهم في الأزمات من ذهب أو أموال، فنحن كليبيين نعتمد أسلوب التخزين للمؤونات الغذائية، بالإضافة إلى أننا نستطيع التعامل مع اصحاب المحلات التجارية فكلنا لدينا أصدقاء وأقارب ومعارف، بعكس الاجنبي”.

وبين أن هناك أسر ليبية أيضا عانت من كورونا، من أصحاب الدخل المحدود والمهجرين، لذلك حاول ومجموعة الشباب الذين يعملون سويا، إطلاق حملة لأصحاب الإيجارات من أجل تخفيضها أو امهال المستأجر بعض الوقت، وقد وجدوا تجاوب من البعض، في حين رفض الجزء الأعظم بحجة أن الإيجار يشكل الدخل الوحيد لهم في فترة كورونا.

 

قال ” جلست بعد المكالمة الهاتفية وفكرت قليلا وقلت في بادئ نفسي أنه أيضا بحاجة للمساعدة  فاتصلت ببعض من الخييرين حتى نتواصل مع بعض أصحاب المنازل المستأجرة على أن يمهلوا المستأجرين قليلا من الوقت أو يتم تخفيض  قيمة الإجار فهناك من تقبل وهناك من رفض الفكرة ” 

 

وعبر سعد عن سعادته لقيامه بهذا العمل، وأكد أن الإنسانية هي ما حركته في هذا الإتجاه، حيث تخيل لو أنه خارج ليبيا لكان حاله مثل حال هذه الفئة.

 

 من جانبها منظمة العمل الدولية تقول إن قرابة 25 مليون وظيفة في العالم معرضة للضياع نتيجة تفشي فيروس كورونا، وتشير تقديرات المنظمة إلى ارتفاع البطالة العالمية بنسب تتراوح بين 5.3 مليون (السيناريو “المتفائل”) و24.7 مليون (السيناريو “المتشائم”)، وذلك زيادة على عدد العاطلين عن العمل في عام 2019 وعددهم 188 مليوناً.

 

” تم انتاج هذه القصة بدعم من الاتحاد الأوروبي ضمن مشروع ” أصوات من أجل التغير ” بالشراكة مع معهد صحافة الحرب والسلام . محتويات القصة هي مسؤولية  إذاعة ناس ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر الاتحاد الأوروبي ” 

فيسبوك

إنستاجرام

تويتر

الموقع

 

 

اترك تعليقاً

Required fields are marked *

Comment*

Name*

Website